بيدو مدير المنتدى
عدد الرسائل : 2080 العمر : 40 تاريخ التسجيل : 03/05/2008
| موضوع: دورة حفظ سورة البقرة الورد(48) الثلاثاء يوليو 08, 2008 6:31 pm | |
| الورد 48 : من احكام الطلاق الآيات من 231- 233 وتقع في الجزء الثاني من القرآن الكريم
{ وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَاراً لِّتَعْتَدُواْ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ وَلاَ تَتَّخِذُوۤاْ آيَاتِ ٱللَّهِ هُزُواً وَٱذْكُرُواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَآ أَنزَلَ عَلَيْكُمْ مِّنَ ٱلْكِتَابِ وَٱلْحِكْمَةِ يَعِظُكُمْ بِهِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } * { وَإِذَا طَلَّقْتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ أَن يَنكِحْنَ أَزْوَاجَهُنَّ إِذَا تَرَاضَوْاْ بَيْنَهُمْ بِٱلْمَعْرُوفِ ذٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِٱللَّهِ وَٱلْيَوْمِ ٱلآخِرِ ذٰلِكُمْ أَزْكَىٰ لَكُمْ وَأَطْهَرُ وَٱللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ } * { وَٱلْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ ٱلرَّضَاعَةَ وَعلَى ٱلْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِٱلْمَعْرُوفِ لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا لاَ تُضَآرَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلاَ مَوْلُودٌ لَّهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى ٱلْوَارِثِ مِثْلُ ذٰلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدتُّمْ أَن تَسْتَرْضِعُوۤاْ أَوْلاَدَكُمْ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُم مَّآ آتَيْتُم بِٱلْمَعْرُوفِ وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ وَٱعْلَمُوۤاْ أَنَّ ٱللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } *
التقييم حتى مساء الأربعاء
حسن معاملة الزوجات بعد الطلاق بعد ذلك يجيء التوجيه الإلهي للأزواج المطلقين توجيههم إلى المعروف واليسر والحسنى بعد الطلاق في جميع الأحوال وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ; ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا ; واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به ; واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون إن المعروف والجميل والحسنى يجب أن تسود جو هذه الحياة سواء اتصلت حبالها أو انفصمت عراها ولا يجوز أن تكون نية الإيذاء والإعنات عنصرا من عناصرها ولا يحقق هذا المستوى الرفيع من السماحة في حالة الانفصال والطلاق التي تتأزم فيها النفوس إلا عنصر أعلى من ملابسات الحياة الأرضية عنصر يرفع النفوس عن الإحن والضغن ويوسع من آفاق الحياة ويمدها وراء الحاضر الواقع الصغير هو عنصر الإيمان بالله والإيمان باليوم الآخر وتذكر نعمة الله في شتى صورها ابتداء من نعمة الإيمان أرفع النعم إلى نعمة الصحة والرزق واستحضار تقوى الله والرجاء في العوض منه عن الزوجية الفاشلة والنفقة الضائعة وهذا العنصر الذي تستحضره الآيتان اللتان تتحدثان هنا عن إيثار المعروف والجميل والحسنى سواء اتصلت حبال الحياة الزوجية أو انفصمت عراها ولقد كانت المرأة في الجاهلية تلاقي من العنت ما يتفق وغلظ الجاهلية وانحرافها كانت تلقى هذا العنت طفلة توأد في بعض الأحيان أو تعيش في هون ومشقة وإذلال وكانت تلقاه زوجة هي قطعة من المتاع للرجل أغلى منها الناقة والفرس وأعز وكانت تلقاه مطلقة تعضل فتمنع من الزواج حتى يسمح مطلقها ويأذن أو يعضلها أهلها دون العودة إلى مطلقها إن أرادا أن يتراجعا وكانت النظرة إليها بصفة عامة نظرة هابطة زرية شأنها في هذا شأن سائر الجاهليات السائدة في الأرض في ذلك الأوان ثم جاء الإسلام جاء ينسم على حياة المرأة هذه النسمات الرخية التي نرى هنا نماذج منها وجاء يرفع النظرة إليها فيقرر أنها والرجل نفس واحدة من خلقة بارئها وجاء يرتفع بالعلاقات الزوجية إلى مرتبة العبادة عند الإحسان فيها هذا ولم تطلب المرأة شيئا من هذا ولا كانت تعرفه ولم يطلب الرجل شيئا من هذا ولا كان يتصوره إنما هي الكرامة التي أفاضها الله من رحمته للجنسين جميعا على الحياة الإنسانية جميعا وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فأمسكوهن بمعروف أو سرحوهن بمعروف ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا والمقصود ببلوغ الأجل هنا هو قرب انتهاء العدة التي قررها في آية سابقة فإذا قرب الأجل فإما رجعة على نية الاصلاح والمعاملة بالمعروف وهذا هو الإمساك بالمعروف وإما ترك الأجل يمضي فتبين الزوجة وهذا هو التسريح بإحسان بدون إيذاء ولا طلب فدية من الزوجة وبدون عضل لها عن الزواج بمن تشاء ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا وذلك كالذي روي عن الأنصاري الذي قال لامرأته والله لا آويك ولا أفارقك فهذا هو الإمساك بغير إحسان إمساك الضرار الذي لا ترضاه سماحة الإسلام وهو الإمساك الذي تكرر النهي عنه في هذا السياق ; لأنه فيما يبدو كان شائعا في البيئة العربية ويمكن أن يشيع في أية بيئة لم الإسلام ولم يرفعها الإيمان وهنا يستجيش القرآن أنبل المشاعر ; كما يستجيش عاطفة الحياء من الله وشعور الخوف منه في آن ويحشد هذه المؤثرات كلها ليخلص النفوس من أوضاع الجاهلية وآثارها ; ويرتفع بها إلى المستوى الكريم الذي يأخذ بيدها إليه ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه ولا تتخذوا آيات الله هزوا واذكروا نعمة الله عليكم وما أنزل عليكم من الكتاب والحكمة يعظكم به واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم إن الذي يمسك المطلقة ضرارا واعتداء يظلم نفسه فهي أخته من نفسه فإذا ظلمها فقد ظلم نفسه وهو يظلم نفسه بإيرادها مورد المعصية والجموح بها عن طريق الطاعة وهذه هي اللمسة الأولى وآيات الله التي بينها في العشرة والطلاق واضحة مستقيمة جادة تقصد إلى تنظيم هذه الحياة وإقامتها على الجد والصدق ; فإذا هو استغلها في الحاق الإضرار والأذى بالمرأة متلاعبا بالرخص التي جعلها الله متنفسا وصمام آمن واستخدم حق الرجعة الذي جعله الله فرصة لاستعادة الحياة الزوجية وإصلاحها في إمساك المراة لإيذائها وإشقائها إذا فعل شيئا من هذا فقد اتخذ آيات الله هزوا وذلك كالذي نراه في مجتمعنا الجاهلي الذي يدعى الإسلام في هذه الأيام من استخدام الرخص الفقهية وسيلة للتحايل والإيذاء والفساد ومن استخدام حق الطلاق ذاته أسوأ استخدام وويل لمن يستهزيء بآيات الله دون حياء من الله ويستجيش وجدان الحياء والاعتراف بالنعمة وهو يذكرهم بنعمة الله عليهم وما أنزل عليهم من الكتاب والحكمة يعظهم به وتذكير المسلمين يومذاك بنعمة الله عليهم كان يستجيش معاني ضخمة واقعة في حياتهم شاملة لهذه الحياة وأول ما كان يخطر على بالهم من نعمة الله عليهم هو وجودهم ذاته كأمة فماذا كان أولئك العرب والأعراب قبل أن يأتيهم الإسلام أنهم لم يكونوا شيئا مذكورا لم تكن الدنيا تعرفهم ولا تحس بهم كانوا فرقا ومزقا لا وزن لها ولا قيمة لم يكن لديهم شيء يعطونه للبشرية فتعرفهم به بل لم يكن لديهم شيء يعطونه لأنفسهم فيغنيهم لم يكن لديهم شيء على الإطلاق لا مادي ولا معنوي كانوا فقراء يعيشون في شظف إلا قلة منهم تعيش في ترف ولكنه ترف غليظ ساذج هابط أشبه شيء بترف الأوابد التي تكثر في أوكارها الفرائس وكانوا كذلك فقراء العقل والروح والضمير عقيدتهم مهلهلة ساذجة سخيفة وتصورهم للحياة بدائي قبلي محدود واهتماماتهم في الحياة لا تتعدى الغارات الخاطفة والثارات الحادة واللهو والشراب والقمار والمتاع الساذج الصغير على كل حال ومن هذه الوهدة المغلقة أطلقهم الإسلام بل أنشأهم ***** أنشأهم ومنحهم الوجود الكبير الذي تعرفهم به الإنسانية كلها أعطاهم ما يعطونه لهذه الإنسانية أعطاهم العقيدة الضخمة الشاملة التي تفسر الوجود كما لم تفسره عقيدة قط ; والتي تمكنهم من قيادة البشرية قيادة راشدة رفيعة وأعطاهم الشخصية المميزة بهذه العقيدة التي تجعل لهم وجودا بين الأمم والدول ولم يكن لهم قبلها أدنى وجود وأعطاهم القوة التي تعرفهم بها الدنيا وتحسب لهم معها حسابا وكانوا قبلها خدما للإمبراطوريات من حولهم أو مهملين لا يحس بهم أحد وأعطاهم الثروة كذلك بما فتح عليهم في كل وجهة وأكثر من هذا أعطاهم السلام سلام النفس وسلام البيت وسلام المجتمع الذي يعيشون فيه أعطاهم طمأنينة القلب وراحة الضمير والاستقرار على المنهج والطريق وأعطاهم الاستعلاء الذي ينظرون به إلى قطعان البشرية الضالة في أرجاء الجاهلية المترامية الأطراف في الأرض ; فيحسون أن الله آتاهم ما لم يؤت أحدا من العالمين فإذا ذكرهم الله بالنعمة هنا فهم يذكرون شيئا حاضرا في حياتهم لا يحتاج إلى طول تذكر وهم هم أنفسهم الذين عاشوا في الجاهلية ثم عاشوا في الإسلام في جيل واحد وشهدوا هذه النقلة البعيدة التي لا تحققها إلا خارقة فوق تصور البشر وهم يذكرون هذه النعمة ممثلة فيما أنزل الله عليهم من الكتاب والحكمة يعظهم به والقرآن يقول لهم وما أنزل عليكم بضمير المخاطب ; ليشعروا بضخامة الإنعام وغزارة الفيض ولصوق النعمة بأشخاصهم والله ينزل عليهم هذه الآيات التي يتألف منها المنهج الرباني ومنه دستور الأسرة قاعدة الحياة ثم يلمس قلوبهم اللمسة الأخيرة في هذه الآية وهو يخوفهم الله ويذكرهم أنه بكل شيء عليم واتقوا الله واعلموا أن الله بكل شيء عليم فيستجيش شعور الخوف والحذر بعد شعور الحياء والشكر ويأخذ النفس من أقطارها ليقودها في طريق السماحة والرفق والتجمل كذلك ينهاهم أن يعضلوا المطلقة حين توفي العدة ويمنعوها أن تتراجع مع زوجها إذا تراضيا بالمعروف وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن إذا تراضوا بينهم بالمعروف وقد أورد الترمذي عن معقل بن يسار أنه زوج أخته رجلا من المسلمين على عهد رسول الله ص فكانت عنده ما كانت ثم طلقها تطليقة لم يراجعها حتى انقضت عدتها ; فهويها وهويته ; ثم خطبها مع الخطاب فقال له يا لكع ابن لكع أكرمتك بها وزوجتكها فطلقتها والله لا ترجع إليك أبدا آخر ما عليك قال فعلم الله حاجته إليها وحاجتها إلى بعلها فأنزل الله وإذا طلقتم النساء فبلغن أجلهن إلى قوله وأنتم لا تعلمون فلما سمعها معقل قال سمع لربي وطاعة ثم دعاه فقال أزوجك وأكرمك وهذه الاستجابة الحانية من الله سبحانه لحاجات القلوب التي علم من صدقها ما علم تكشف عن جانب من رحمة الله بعباده أما الآية بعمومها فيبدو فيها التيسير الذي أراده الله بالعباد والتربية التي أخذ بها المنهج القرآني الجماعة المسلمة والنعمة التي أفاضها عليها بهذا المنهج القويم الذي يواجه الواقع من حياة الناس في جميع الأحوال وهنا كذلك يستجيش الوجدان والضمير بعد النهي والتحذير ذلك يوعظ به من كان منكم يؤمن بالله واليوم الآخر ذلكم أزكى لكم وأطهر والله يعلم وأنتم لا تعلمون والإيمان بالله واليوم الآخر هو الذي يجعل هذه الموعظة تبلغ إلى القلوب حين تتعلق هذه القلوب بعالم أرحب من هذه الأرض ; وحين تتطلع إلى الله ورضاه فيما تأخذ وما تدع والشعور بأن الله يريد ما هو أزكى وما هو أطهر من شأنه أن يستحث المؤمن للاستجابة واغتنام الزكاة والطهر لنفسه وللمجتمع من حوله ولمس القلب بأن الذي يختار له هذا الطريق هو الله الذي يعلم ما لا يعلمه الناس من شأنه أن يسارع به إلى الاستجابة كذلك في رضى وفي استسلام وهكذا يرفع الأمر كله إلى أفق العبادة ويعلقه بعروة الله ويطهره من شوائب الأرض وأدران الحياة وملابسات الشد والجذب التي تلازم جو الطلاق والفراق
أحكام الرضاع والنفقة بعد الطلاق والحكم التالي يتعلق برضاع الأطفال بعد الطلاق إن دستور الأسرة لا بد أن يتضمن بيانا عن تلك العلاقة التي لا تنفصم بين الزوجين بعد الطلاق علاقة النسل الذي ساهم كلاهما فيه وارتبط كلاهما به ; فإذا تعذرت الحياة بين الوالدين فإن الفراخ الزغب لا بد لها من ضمانات دقيقة مفصلة تستوفي كل حالة من الحالات والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف لا تكلف نفس إلا وسعها لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده وعلى الوارث مثل ذلك فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير إن على الوالدة المطلقة واجبا تجاه طفلها الرضيع واجبا يفرضه الله عليها ولا يتركها فيه لفطرتها وعاطفتها التي قد تفسدها الخلافات الزوجية فيقع الغرم على هذا الصغير إذن يكفله الله ويفرض له في عنق أمه فالله أولى بالناس من أنفسهم وأبر منهم وأرحم من والديهم والله يفرض للمولود على أمه أن ترضعه حولين كاملين ; لأنه سبحانه يعلم أن هذه الفترة هي المثلى من جميع الوجوه الصحية والنفسية للطفل لمن أراد أن يتم الرضاعة وتثبت البحوث الصحية والنفسية اليوم أن فترة عامين ضرورية لينمو الطفل نموا سليما من الوجهتين الصحية والنفسية ولكن نعمة الله على الجماعة المسلمة لم تنتظر بهم حتى يعلموا هذا من تجاربهم فالرصيد الإنساني من ذخيرة الطفولة لم يكن ليترك يأكله الجهل كل هذا الأمد الطويل والله رحيم بعباده وبخاصة بهؤلاء الصغار الضعاف المحتاجين للعطف والرعاية وللوالدة في مقابل ما فرضه الله عليها حق على والد الطفل أن يرزقها ويكسوها بالمعروف والمحاسنة ; فكلاهما شريك في التبعة ; وكلاهما مسؤول تجاه هذا الصغير الرضيع هي تمده باللبن والحضانة وأبوه يمدها بالغذاء والكساء لترعاه ; وكل منهما يؤدي واجبه في حدود طاقته لا تكلف نفس إلا وسعها ولا ينبغي أن يتخذ أحد الوالدين من الطفل سببا لمضارة الآخرة لا تضار والدة بولدها ولا مولود له بولده فلا يستغل الأب عواطف الأم وحنانها ولهفتها على طفلها ليهددها فيه أو تقبل رضاعة بلا مقابل ولا تستغل هي عطف الأب على إبنه وحبه له لتثقل كاهله بمطالبها والواجبات الملقاة على الوالد تنتقل في حالة وفاته إلى وارثه الراشد وعلى الوارث مثل ذلك فهو المكلف أن يرزق الأم المرضع ويكسوها بالمعروف والحسنى تحقيقا للتكافل العائلي الذي يتحقق طرفه بالإرث ويتحقق طرفه الآخر باحتمال تبعات المورث وهكذا لا يضيع الطفل إن مات والده فحقه مكفول وحق أمه في جميع الحالات وعندما يستوفى هذا الاحتياط يعود إلى استكمال حالات الرضاعة فإن أرادا فصالا عن تراض منهما وتشاور فلا جناح عليهما فإذا شاء الوالد والوالدة أو الوالدة والوارث أن يفطما الطفل قبل استيفاء العامين ; لأنهما يريان مصلحة للطفل في ذلك الفطام لسبب صحي أو سواه فلا جناح عليهما إذا تم هذا بالرضى بينهما وبالتشاور في مصلحة الرضيع الموكول اليهما رعايته المفروض عليهما حمايته كذلك إذا رغب الوالد في أن يحضر لطفله مرضعا مأجورة حين تتحقق مصلحة الطفل في هذه الرضاعة فله ذلك على شرط أن يوفي المرضع أجرها وأن يحسن معاملتها وإن أردتم أن تسترضعوا أولادكم فلا جناح عليكم إذا سلمتم ما آتيتم بالمعروف فذلك ضمان لأن تكون للطفل ناصحة وله راعية وواعية وفي النهاية يربط الأمر كله بذلك الرباط الإلهي بالتقوى بذلك الشعور العميق اللطيف الذي يكل إليه ما لا سبيل لتحقيقه إلا به واتقوا الله واعلموا أن الله بما تعملون بصير فهذا هو الضمان الأكيد في النهاية وهذا هو الضمان الوحيد | |
|